عشت ساعات من القلق وانا انتظر مكالمة هاتفية تطمئننى على حفيدى آسر ومدي نجاحه فى اجتياز كشف الهيئة واختبارات الذكاء والمامه باللغة الانجليزية وادراكه للفروق بين الأشكال الهندسية...آسر لم يكن يخوض إختبارات للالتحاق بكلية الشرطة أو الكلية الجوية أو معهد السينما وإنما كان يخوض اختبارات الإلتحاق بواحدة من مدارس اللغات الشهيرة فى منطقة الأهرامات ليبدأ مسيرته التعليمية بالصف الأول فى رياض الأطفال(كى جى ون) وعلمت من ابنى أن آسر خاض الامتحانات بشجاعة منقطعة النظير وبدون أى دموع وأنه أجاب على كل الأسئلة التى وجهت له باللغة العربية واللغة الإنجليزية كما علمت أن لجنة الإختبار انفردت بآسر ما يزيد عن 45 دقيقة....سألت عن النتيجة النهائية فرد ابنى المدرسة وعدتنا بالإتصال بنا لابلاغنا هل وفق آسر أم لا وبناء عليه يتم تحديد موعد لأبيه وأمه لاختبارهما والتأكد من أن الأسرة مؤهلة اجتماعيا وعلميا وانسانيا لدخول ابنها المدرسة....سألت وهل ستمتد الامتحانات للجد حتى استعد وانشط معلوماتى وحتى أقوم بشراء بدلة جديدة كى احظى بالقبول جوهرا ومظهرا... السؤال هل يحدث ذلك فى دول العالم التى سبقتنا كثيرا فى مستوى التعليمآآآآ ؟! بصراحة أشك.
لك يا منازل في القلوب منازل....قلتها وانا ادخل مبنى الإذاعة والتلفزيون فى ماسبيرو الذى عشت فيه أجمل أيام شبابى عندما كنت اعمل كمحرر مترجم فى أخبار الإذاعة تحت رئاسة القدير إبراهيم وهبة رئيس الشئون السياسية بالإذاعة واحظى بزمالة عمالقة أتذكر منهم ماهر رفاعى وليلى زيدان وزينب صالح وأسامة عبدالغني ومحمد لبيب النجار وأنور زاهر(رحم الله من انتقل منهم لدار الحق ومتع الأحياء منهم بالصحة وطول العمر) بالدور الثالث....زرت الإذاعة مؤخرا تلبية لدعوة كريمة من الإذاعية القديرة وكبيرة مذيعات البرنامج العام أسماء أبو عيش والتى شرفتنى باستضافتى فى برنامجها الانسانى بنك المشاعر..
اسم البرنامج بنك المشاعر أطلق العنان لخيالى فتصورت نفسى ملياردير بحكم ارصدتى من الحب بكل أشكاله وألوانه....أرصدة الحب تحقق لى أعلى عائد من السعادة والرضا...وعائد الحب ليس عائدا سنويا أو ربع سنوى أو شهرى بل هو عائد لحظى يتجلى فى ابتسامة طفل ودعوة شيخ ونفس راضية مطمئنة....أرصدة الحب لا تنفذ مهما تم السحب منها فهى قابلة للزيادة دوما بالكلمة الطيبة والتبسم فى وجوه الآخرين ومد يد المساعدة للضعفاء والمساكين....دعوت الله أن تمتلئ خزائن قلبى بالحب بكل درجاته وصولا لارفعها وهو حب من يهبنا ويرزقنا الحب سبحانه وتعالى.
فى ميدان العباسية وجدت بجوارى قافلة من سيارات النقل العملاقة عليها بوسترات كبيرة لتأييد ومبايعة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي لفترة رئاسية ثانية....فى الطريق شهدات مئات اللافتات التى تبايع وتؤيد الرئيس معلقة فى عين الصيرة والفسطاط والمنيل وفيصلآآ ....وصلت لميدان الرماية فوجدت مؤتمرا شعبيا لتأييد ومبايعة الرئيس....وصلت المنزل وفتحت التليفزيون فوجدت الشاشة مقسمة إلى 3 نوافذ الأولى لمؤتمر شعبى فى المنوفية والثانية لمؤتمر شعبى فى الجيزة والثالثة لمؤتمر شعبى فى الصالة المغطاة وكلها لتأييد ومبايعة فخامة الرئيس....كل العناصر توافرت هيئة وطنية للانتخابات....لجنة إعلامية لرصد أى تجاوزات فى التناول الإعلامى للحملة الانتخابية....مؤتمرات شعبية تفيض بالمشاعر....كل العناصر توفرت لانتخابات رئاسية ناجحة رغم غياب المنافسة الحقيقية ورغم أن كل المؤشرات تشى بنتيجة متوقعة لا اجتهاد فيها ولن تحمل أى مفاجأة.